هل يمكن التنبؤ بحدوث زلزال ؟




مكنت الخبرات و التجارب التي اكتسبها علماء الزلازل من التنبؤ بوقوع عدد من الهزات الأرضية ، بعضها أصاب و أغلبها خاب .
أنجح التنبؤات كانت في الصين عام 1973 ، فقد تجمعت في أحد مراكز الرصد معلومات نقلها السكان و المختصون في علم الجيوفيزياء ، تشير كلها إلى حدوث ظواهر فير عادية ، كتبدل مستويات الماء في الآبار و مد و جزر غير عاديين على شواطء شبه جزيرة ( ليا ) و حدوث ذبذبات غريبة في المجال المغناطيسي ، و في منتصف اليوم الرابع من شهر شبا / فبراير لوحظ ظهور أعداد كبيرة من الثعابين تخرج من جحورها فوق حقول يغمرها الثلج . و اعتبر مركز الرصد أن هذه الظواهر كافية فأعلن حالة الطوارئ ،و قد أخليت البيوت و أطلق سراح الحيوانات ، و مرت بضع ساعات ثقيلة في انتظار المجهول ، و في الساعة السابعة و النصف مساء ، ضرب الزلزال المنطقة بقوة سبع درجات و ثلاثة أعشار ، فهدم 90% من المنازل و السدود و الجسور و لكن دون خسائر بشرية .
و من حالات التنبؤ الفاشلة : فقد أخفق علماء الزلازل بالتبؤ بزلزال تموز/ يوليو سنة 1976 بقوة سبع درجات ، حيث تسبب بمقتل أعداد كبيرة من البشر .
و في روسيا تنبأ العلماء بحدوث زلزال في وادي ( فرغانه ) و لكنه حدث على بعد 40 كيلومتر ، و كذلك حدث نفس الشيء في اليمن ، فخرج الناس من بيوتهم في صنعاء و لكن الزلزال لم يحدث أبدا .
و في آخر سنة 1980 تنبأ العلماء في أمريكا الجنوبية بحدوث أعنف زلزال في التاريخ المعاصر ، إلا أنه لم يحدث .
الزلازل الأخيرة في هايتي ، وتشيلي ، أثارت العديد من الأسئلة حول الدور الذي يمكن أن تؤديه العلوم في توقع الهزات الأرضية ، والتقليل من الدمار والخسائر في الأرواح التي تسببها

يورونيوز التقت عالم الزلالزل إيريك دوبيل، من المركز الوطني الفرنسي للبحوث ، وسألته عما إذا أصبحت الزلازل هذه الأيام أمراً شائعاً ؟
حيث يجيب بقوله: “ لا ، هذا أمر عادي جداً، لقد كان هناك هزات أرضية خلال السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، نحن نعلم ذلك بشكل عام ، معدل الزلازل التي تصل قوتها إلى ثماني درجات حوالي اثنين كل عام ، سبع درجات حوالي عشرين هزة أرضية كل عام، ست درجات ربما يصل العدد إلى مئات و هكذا، الهزات التي تصل قوتها إلى ثلاث درجات تقدر بالآلاف وهي تحدث غالباً في البحر وتسبب بعض الأمواج الخفيفة، بعيدة عن المناطق المأهولة ولا تسبب أية أضرار “ وأضاف بقوله، إن زلزال تشيلي على سبيل المثال كان أقوى من زلزال هايتي لكنه لم يسبب الدمار نفسه
وهذا يعود إلى المباني الأكثر مقاومة للزلازل في تشيلي والتي أنقذت آلاف الأرواح
يورونيوز: هل يستطيع العلم التنبؤ بالزلازل؟
«لا ، على الإطلاق ، لا نستطيع الآن. من أجل التنبؤ بها سيتعين علينا الإجابة على ثلاثة أسئلة : أين و متى وما هو حجم الزلزال؟ ، ونحن لا نستطيع أن نفعل ذلك، إذا استطعنا ، لتمكنا من إخلاء المدن قبل الزلزال”
يورونيوز: يعتقد بعض العلماء أن الزلزال الوشيك يمكن التنبؤ به من خلال قياس انبعاثات غاز الرادون ،هل هذا صحيح؟ عالم الزالزل، أيريك، يقول: “نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك مع الرادون. علينا أن نكون قادرين على تكرار هذه النتائج ، مع انبعاثات غاز الرادون في كل مرة يحدث فيها زلزال ، وهذه الاختلافات في انبعاثات غاز الرادون تخبرنا عن الحجم و الموقع و التاريخ الدقيق للهزة ، والآن ، هذا غير ممكن على الإطلاق”.


الإبتساماتإخفاء