جان جاك روسو :
جان جاك روسو فيلسوف وموسيقي وناقد اجتماعي وكاتب سياسي، كما أنّه يُعدّ من أكثر عمالقة عصر التنوير تأثيراً، وُلد في الثامن والعشرين من شهر يونيو سنة ألف وسبعمائة واثني عشر في مدينة جنيف بسويسرا، وينحدر من أصولٍ فرنسيّة لأسرة بروتستانتية مكونة من الأب (إسحاق روسو)، والأم (سوزان بيرنار روسو)، وشقيقه (فرانسوا روسو). كان جان جاك من أشهر كتّاب عصره في الفترة ما بين أواخر القرن السابع عشر الميلادي إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وكانت فلسفته السبب الذي أدّى إلى قيام الثورة الفرنسية وإعادة تشكيل مختلف الأحداث السياسية. كان والد جان جاك روسو محبّاً للموسيقى وزرع فيه حب القراءة والمعرفة، توفّيت والدته في الأسبوع الأول من تاريخ ميلاده، وقد عانى كثيراً في حياته من الفقر والحاجة، وعمل في وظائف ومِهن مختلفة منها: سكرتير للسفير الفرنسي في البندقية، ومعلم، وموسيقي، ونقّاش، ومن المعروف أن جان جاك روسو لم يتزوج بصورة رسمية بل أقام علاقات مع (لويز دي وارنر) و (تيريز لوفاسور) ومن المُعتقد أنه أنجب منها خمسة أبناء وضَعهم جميعهم في الميتم، وذلك لعدم قدرته على تحمّل مسؤولية الإنفاق عليهم. أبحاثه ونظرياته بحث جان جاك روسو عن الشهرة في جميع مراحل حياته إلّا أنّه لم يلاقِ النجاح الذي كان يتوقعه، إلى أن سنحت له الفرصة من خلال بحثٍ كان قد أعدّه سنة ألف وسبعمائة وخمسين بعنوان بحث علمي في العلوم والفنون، وكان هذا البحث نقطةً لانطلاقه؛ حيث أكّد فيه أنّ الفنون والعلوم السبب الرئيسي في فساد الإنسانية، وقام بعد ذلك بوضع نظريته الاجتماعية وبناء فلسفته وذلك بتوجيه أفكاره المناهضة للطبقة الحاكمة. أسس جان جاك روسو عدة نظريات من أشهرها نظرية (العقد الاجتماعي)؛ حيث أكد من خلال هذه النظرية حريّة شعوب العالم في الاختيار وتقرير المصير وعلى وجود عقد بين المحكوم والحاكم، وقام أيضاً بوضع نظريّة تربويّة في كتابه (إميل أو عن التربية) والتي تعتمد على البعد عن التلقين وحريّة المعرفة علماً بأنّ هذه النظرية لا زالت دول أوروبا تتبعها وتعمل بها حتى وقتنا الحاضر، كما أنّه ألّف عدّة كتب من أشهرها (الاعترافات)، و(هيلواز الجديدة)، و(رسالة في عدم المساواة). أشهر أقواله أب واحد خير من عشرة مربيين. لو كان العالم في كفة وأمي في كفة لاخترت أمي . من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج وينجب أبناءً. لا حرية دون مسؤولية. يولد الإنسان حراً، ولكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد . وفاته تُوفّي جان جاك روسو في الثاني من يوليو سنة ألف وسبعمائة وثمانية وسبعين، وبذلك تكون شمعة من شموع التنوير قد انطفأت لتضيء للعالم والبشرية جمعاء طريقها إلى السعادة والمساواة والحرية، ومن الجدير بالذكر أن رُفاة جان جاك روسو قد نُقل إلى (البانثيون) في احتفال ضخم بواسطة الحكومة الفرنسية في المكان الموجود فيه رُفاة فولتير الذي وافته المنيّة قبل جان جاك روسو بثلاث سنين.
إرسال تعليق