عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة البذل والحياءاولى باكلوريا

لمحور الّأول: التعريف بعثمان بن عفان رضي الله عنه
 أبو عبد الله عثمان بن عفَّان الأموي القرشي، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.
 كان عثمان أول مهاجر إلى الحبشة ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة. وكان رسول اللَّه يحبه لحيائه وسخائه وأخلاقه وحسن عشرته وحرصه على نصرة الإسلام.
  وكانت بيعة عثمان بالخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة 23 هـ، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً، تم في عهده جمع القرآن، وقد ظهرت أحداث الفتنة التي أدت إلى اغتياله، وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة..
(المحور الثاني: إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج تحمل الرسالة (الصحابة
أعد النبي صلى الله عليه وسلم جيلا من الرجال (الصحابة) الذين حملوا رسالة العدالة والسلام إلى العالم أجمع، حيث رباهم من أجل تبليغ رسالة التوحيد وشريعة الإسلام ونبذ الشرك، وترك الأنانية والعصبية وسوء الأخلاق، وترك الإفساد في الأرض، مع إخراج الناس من الجهل إلى العلم ومن الظلمات إلى النور. وقد كان عثمان ممن حملوا هذه الرسالة فحق، لأنه يعتبر آية في البذل والسخاء والحياء والجهاد…
المحور الثالث: البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان رضي الله عنه
 أولا: عثمان رضي الله عنه أصدق الأمة حياء: كان عثمان وقورا كثير الحياء خفيض الصوت حليما، لم يعاقر خمرا قط، ولم يقرب الزنا لا في الجاهلية ولا في الإسلام، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) [رواه مسلم] وقال فيه أيضا: (أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان) [رواه أحمد في المسند].
ثانيا: عثمان مضرب المثل في البذل والإنفاق في سبيل الله: كان عثمان غنيا واسع الثراء، كثير الإحسان والكرم زاهدا في الدنيا، ومن أوجه إنفاقه:
 إنفاقه في الجهاد في سبيل الله: حيث جهز جيش العسرة في غزوة تبوك بتسعمائة وخمسين بعيرا وخمسين فرسا وألف دينار، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم) المستدرك للحاكم
إنفاقه في سقي  الماء: حيث اشترى عين رومة بخمسة وثلاثين ألف درهم بعد الهجرة إلى المدينة، وقد كان المسلمون حينها في حاجة إلى الماء، فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بعين في الجنة.
 إنفاقه في المسجد وفي الشدائد: اشترى أرضا من أجل ضمها للمسجد النبوي، فبشره النبي بخير منها في الجنة، وقد أصاب المسلمين جهد وشدة في إحدى الغزوات فتصدق عثمان بتسعة رواحل من طعام فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعط عثمان اللهم افعل بعثمان) [الطبراني في الأوسط]، وتصدق في خلافة أبي بكر بمائة راحلة من الطعام بعد القحط الذي أصاب الناس.
المحور الرابع: المؤمن يدعو إلى الإسلام بأخلاقه وسلوكه (البذل والحياء…):
المؤمن يدعو إلى دينه بأخلاقه قبل لسانه، لأن الإسلام دين الأخلاق وقد كان النبي داعية بأخلاقه قبل كل شيء حيث قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ولذا ينبغي على المؤمن الاقتداء به في التحلي بهذه الأخلاق ليعطي انطباعا حسنا في نفوس الآخرين، فيقبلوا على هذا الدين، ومن ذلك تخلق المؤمن بالحياء حيث إنه يحمي صاحبه من الوقوع في قبيح الأقوال والأفعال، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء) وكذا خلق البذل والعطاء، قال تعالى:لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)


الإبتساماتإخفاء