العفو والتسامح اولى باكلوريا

لمحور الأول: العفو صفة رب العالمين وخلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والمؤمنين الصالحين
أولا: مفهوم العفو والتسامح
أ- مفهوم العفو لغة:الطمس والمحو
واصطلاحا: إسقاط العقوبة عن المذنب المستحق للعقوبة ، مع وجود القدرة على إنزالها به.
ب- مفهوم التسامح لغة:اللين واليسر
واصطلاحا: اليسر في المعاملة ، النابع من جود المتسامح وكرمه، وهو خلق يشمل المعاملات المالية والإجتماعية، يراعي خلالها المتسامح حال المتعاملين معه ، ويحترم حق الغير في التعبير عن رأيه ولو كان مخالفا له في الرأي مالم يسئ إلى معتقده ومقدسات دينه.
ثانيا: العلاقة بين العفو والتسامح: العفو هو مظهر من مظاهر التسامح، لأن التسامح يدل على معنى التساهل والتجاوز عن الأخطاء وعدم المؤاخذة بها، أما العفو فيدل على المعنى الأخير المتعلق بعدم المؤاخذة بالأخطاء وإسقاط العقوبة وبالتالي يكون العفو من مظاهر التسامح.
ثالثا: مظاهر العفو وحقيقته في الإسلام
إن العفو اسم من أسماء الله الحسنى الدال على سعة صفحه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا ومن تجلياته
أ- العفو صفة من صفات الله : فهو سبحانه الصبور الذي يصبر على ذنب عبده ، فإذا تاب يفرح بتوبته ، وإذا تاب واستغفر عفا عنه ، فالله تعالى عند حسن ظن العبد به.قال سبحانه:” وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” الشورى:23
ب- العفو خلق الأنبياء والرسل عليهم السلام: لقد اجتبى الله تعالى الرسل والأنبياء عليهم السلام من صفوة الخلق لأنهم أكرم الناس خلقا ، وقد حفلت السيرة النبوية بمواقف العفو، من بينها موقف سيد الخلق محمد ﷺ عند فتح مكة لما سأل مشركي قريش المهزومين والمستسلمين :ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا:خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء). وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ خاطبهم فقال : أقول كما قال يوسف {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} قال فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام. ومنه الإشارة إلى عفو يوسف عن إخوته كذلك.
ج- العفو خلق الصالحين: إن العفو هو السبيل للصلح بين المتخاصمين، ووسيلة لإصلاح حال المسيئين ، وفرصة لكي ينتبه إلى حال نفسه ، ويستيقظ من غفلته ، ولهذا فلا يعفو إلا من انطبعت نفسه عليه وفاض قلبه بالكرم والسخاء ، قال تعالى :” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ” الشورى:37
 تحليل المحور الثاني: التسامح فضله وأثره
 فضل التسامح وأثره: لقد حث ورغب الرسول ﷺ في التسامح فقال :”رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، وإذا اشترى وإذا اقتضى” صحيح البخاري وهذا الحديث فيه الحض على السماحة في المعاملة واستعمال معالى الأخلاق وترك المشاحة والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة وأخذ العفو منهم فالله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء فهو يدخل صاحبه الجنة
 يوسف عليه السلام المتسامح الكريم: لقد ضرب يوسف عليه السلام النموذج الراقي في التعامل مع المسيء معه وهم إخوته ، حتى قبل أن يعرفوه حيث أكرم وفادتهم وأحسن ضيافتهم ، ووفى لهم الكيل قال سبحانه :” وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ” سورة يوسف :59
 ثم سامحهم بعد أن عرفوه ، وتجاوز عنهم فقال سبحانه :” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
( سورة يوسف 92)
– فالسعيد من تخلق بخلق سيدنا محمد ﷺ واقتدى به وبهديه واتبع سبيل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وتحلى بخلق العفو والتسامح، فالعفو التسامح من غنى النفس .
 العفو والتسامح أساس نشر المحبة وتماسك المجتمع: لا ريب أن هذين الخصلتين من ركائز نشر المحبة وقيم التضامن بين الناس من جميع الملل والأديان، وبالتالي فإنهما أساس تماسك المجتمع والقضاء على الأحقاد والعداوات، ولهذا أمر الله تعالى بهما.
تحليل المحور الثالث: كيف أكتسب خلق العفو والتسامح
 أحب لنفسي ما أحب للآخرين ، وأعفو عن المسيء كما أحب أن يعفو عني الناس إذا أخطأت.
 الرفق بالمسيء ، وإيجاد العذر له قبل أن أتسرع برد الإساءة فأندم.
 الإقتداء بخلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، فأتسامح مع الناس في معاملاتي.


الإبتساماتإخفاء