غزوة الخندق
سبب وقوع الغزوة
بدأت غزوة الخندق (وتعرف أيضًا بغزوة الأحزاب) بسبب
تحريض اليهود على قريش والقبائل العربية ضد المسلمين بعد هزيمة المسلمين في غزوة
أحد. توجه اليهود، وعلى رأسهم سلام بن أبي الحقيق وسلام بن مشكم، إلى مكة لتحريض
قريش على غزو المدينة، ثم ذهبوا إلى غطفان وغيرها من القبائل للتحريض والتأليب ضد
المسلمين.
التحضير للغزوة
- تحالف
القبائل: جمع أبو سفيان أربعة آلاف مقاتل
من قريش، بالإضافة إلى بنو أسد، وبنو زرارة، وأشجع، وغيرهم من القبائل، ليصل
عدد الجيش إلى عشرة آلاف مقاتل.
- استعداد
المسلمين: عندما علم النبي محمد -صلى الله
عليه وسلم- بتحركات الأحزاب، استشار أصحابه، فكانت مشورة سلمان الفارسي -رضي
الله عنه- حفر خندق حول المدينة كوسيلة دفاعية. بدأ المسلمون بحفر الخندق في
شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة وكانوا حينها ثلاثة آلاف مقاتل.
أحداث الغزوة
- حفر
الخندق: بدأ النبي وصحابته بحفر الخندق
حول المدينة، حيث كانوا يعملون بجد على الرغم من الجوع والتعب.
- وصول
الأحزاب: عندما وصل جيش الأحزاب إلى
المدينة، فوجئوا بالخندق الذي كان يحصن المسلمين ويمنعهم من التقدم. حاولوا
عدة مرات عبور الخندق لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب استعداد رماة المسلمين.
- خيانه
بني قريظة: حاول الأحزاب دفع يهود بني قريظة
إلى خيانة المسلمين والانقضاض عليهم من الخلف. لم يتردد بنو قريظة في ذلك،
مما وضع المسلمين في موقف حرج للغاية.
- صمود
المسلمين: صمد المسلمون أمام حصار الأحزاب
لمدة شهر كامل، حيث كان الحال شديد الصعوبة، وبلغت القلوب الحناجر، ووصف
القرآن الكريم هذا الوضع بقوله: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}[الأحزاب:10].
نهاية الحصار
- استجابة
الدعاء: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم-
الله على الأحزاب، فاستجاب الله دعوته وأرسل ريحًا شديدة قلبت خيامهم وقدورهم
وأثارت الرعب في نفوسهم.
- تفريق
الأحزاب: بفضل الله وبمساهمة الصحابي نعيم
بن مسعود الذي نشر أخبارًا مضللة بين الأحزاب، تفرقت الأحزاب وعادت إلى حيث
أتت.
الحكم في بني قريظة
- تحرك
المسلمين: بعد تفرق الأحزاب، نزل جبريل
-عليه السلام- على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بأن يذهب إلى بني
قريظة. حاصرهم المسلمون لمدة خمسة وعشرين يومًا حتى استسلموا وطلبوا التحكيم.
- حكم سعد
بن معاذ: حكم فيهم سعد بن معاذ -رضي الله
عنه- بأن يقتل الرجال وتسبى النساء والذراري. قُتل ما بين 600 إلى 900 رجل من
بني قريظة وسبيت النساء والأطفال.
الخلاصة
كانت غزوة الخندق من المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام،
حيث أظهرت قوة وصمود المسلمين في وجه تحالف كبير من القبائل. كما كشفت الغزوة عن
خطط استراتيجية دفاعية ذكية، واستعداد كبير للتضحية والصبر في سبيل الدين.
إرسال تعليق