قصة قصيرة
بعنوان
"الطفل والسمكة":
في أحد الأيام الجميلة، كان هناك طفل
صغير يعيش في قرية هادئة بجوار بحيرة جميلة. كان الطفل يحب الخروج كل يوم لرؤية
الأسماك التي تسبح في المياه الصافية وهو يحلم بأن يكون صيادًا ماهرًا يمتلك شبكة
صيد خاصة به.
في أحد الأيام، قرر الطفل الصغير أن
يجرب حظه في صيد السمك باستخدام شبكته الصغيرة التي صنعها بنفسه. أمضى ساعات طويلة
على شاطئ البحيرة، يرمي الشبكة ويجرب مهاراته في الصيد. لكن كل مرة كانت السمكة
تهرب من بين يديه بسرعة قبل أن يستطيع الإمساك بها.
بينما كان الطفل يجلس على الشاطئ، شعر
بحزن كبير وخيبة أمل لأنه لم يتمكن من صيد أي سمكة حتى الآن. فجأة، سمع صوتًا يناديه
من البحيرة. نظر حوله ورأى سمكة كبيرة تتوجه نحوه ببطء. بدا وكأنها تتحدث إليه
بلغة خاصة.
"ما الذي تبحث عنه؟"، سألت السمكة
بصوت واضح وهادئ.
"أريد أن أصطاد سمكة، لكني لم أكن
محظوظًا حتى الآن،" أجاب الطفل بحزن.
السمكة ابتسمت وقالت: "لا تحزن،
يا صغيري. ربما تكون السعادة ليست فقط في الصيد، بل في التجربة ذاتها. تعلم
واستمتع باللحظات التي تمضيها هنا، فقد تجد ما هو أكثر قيمة من السمكة التي تبحث
عنها."
فهم الطفل كلام السمكة وابتسم برضا،
فهم أن الحياة ليست مجرد مطاردة للأشياء، بل هي تجربة لاكتشاف العالم وتعلم الحكمة.
غادر الطفل شاطئ البحيرة متذكرًا دائمًا كلام السمكة الحكيم.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الطفل يستمتع بكل
لحظة في حياته، يتعلم ويكتشف ويعيش بسعادة ورضا دائمين.
هذه القصة تذكرنا بأهمية اللحظات
والتجارب في حياتنا، وأن السعادة تأتي من داخلنا وليست فقط من الأشياء التي
نمتلكها.
إرسال تعليق