ترجمة ابن مالك ناظم الألفية


ترجمة ابن مالك ناظم الألفية 
هو الإمام أبو عبد الله محمد جمال الدين بن عبد الله بن مالك الطائي نسبًا الجياني منشأً الدمشقي إقامة ووفاة الشافعي النحوي. ولد رحمه الله سنة (600هـ) بجيان إحدى مدن الأندلس، ثم رحل إلى دمشق واستزاد فيها من العلم، وأقام بها مدة يصنف ويشتغل بالتعليم حتى أدركته منيته لاثنتي عشرة خلت من شعبان سنة 672هـ. 
مشايخ ابن مالك 
مشايخه: ابتدأ ابن مالك حياته بالأندلس، فأخذ عن شيوخه ما أخذ، وكانت دمشق مركزًا علميًّا تُضرب إليه آباط الإبل. [فسمت بـابن مالك همته إلى ورود منابعها الصافية، فرحل إليها وأخذ عن أئمتها، وكان من مشايخه فيها وفي الأندلس مكرم و أبو صادق الحسن بن صباح ، و أبو الحسن السخاوي . وممن أخذ عنهم العربية بجيان: أبو المظفر ثابت بن محمد بن يوسف بن خياط الكلاعي من أهل لبلبة، وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله بن مالك المرشاني . ومن مشايخه أيضاً: ابن يعيش شارح المفصل، وتلميذه ابن عمران ، وتلميذه ابن عمرون ، ويقال إنه جلس عند أبي علي الشلوبين بضعة عشر يومًا، ونقل التبريزي في أواخر شرح الحاجبية أنه جلس في حلقة ابن الحاجب واستفاد منه ، وأخذ القراءة عن أبي العداس أحمد بن نوار وأتقنها حتى صار إمامًا فيها، وصنف فيها قصيدة دالية مرموزة في قدر الشاطبية. 
تلاميذ ابن مالك 
[تلاميذه: وتخرج به جماعة منهم الإمام النووي ، وروى عنه ولده بدر الدين محمد و شمس الدين بن جعوان ، و شمس الدين بن أبي الفتاح ، و ابن العطار ، و زين الدين أبو بكر المزي ، والشيخ أبو الحسين اليويني شيخ المؤرخ الذهبي ، و أبو عبد الله الصيرفي ، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ، و شهاب الدين بن غانم و ناصر الدين بن شافع ، وخلق سواهم. وروى عنه الألفية شهاب الدين محمود ، ورواها الصفدي خليل عن شهاب الدين محمود قراءة ، ورواها إجازة عن ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر ، وعن شهاب الدين بن غانم بالإجازة عنهما عنه]. 
أخلاق ابن مالك 
[أخلاقه: كان على جانب عظيم من الدين والعبادة وكثرة النوافل وحسن السمت، وكمال العقل والعفة. ومن مظاهر إخلاصه لله في عمله ما قيل من أنه كان يخرج على باب مدرسته ويقول: هل من راغب في علم الحديث أو التفسير أو كذا أو كذا، قد أخلصتها من ذمتي، فإذ لم يجد قال: خرجت من آفة الكتمان. وكان سليم الخلال رزينًا حييًّا وقورًا، جم التواضع على كثرة علمه، شغوفًا بالإفادة شديد الحرص على العلم والتعليم. كان إمامًا فذًّا في علوم العربية، فقد صرف همته إلى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيه الغاية وأربى على المتقدمين، وكان إليه المنتهى في اللغة، وكان في النحو والتصريف البحر الزاخر والطود الشامخ حتى كانت شهرته على الخصوص بهما، وجل تأليفه فيهما. ومن رسوخ قدمه في النحو أنه كان يقول عن ابن الحاجب وهو أحد أئمة العربية: إنه أخذ نحوه عن صاحب المفصل وصاحب المفصل نحوي صغير. وإذا علمت أنه يقول هذا في حق الزمخشري وهو إمام عصره في اللغة والنحو والبيان والتفسير والحديث، وكانت تشد إليه الرحال في كل فن منها؛ إذا علمت هذا علمت مقدار علم ابن مالك وفضله. وكان في الحديث واسع الاطلاع، وكان أكثر ما يستشهد بالقرآن، فإذ لم يكن فيه شاهد عدل إلى الحديث، وإن لم يكن فيه شاهد عدل إلى أشعار العرب، وقد اعترف له فضلاء زمانه بالتقدم والفضل، فكان إمامًا في العادلية ، وكان إذا صلى فيها يشيعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان إلى بيته تعظيمًا
مؤلفات ابن مالك
[مؤلفاته: ألف ابن مالك كتبًا كثيرة: منها: ألفية ابن مالك ، وسماها الخلاصة ، وإنما اشتهرت بالألفية لأنها ألف بيت، جمع فيها مقاصد العربية من نحو وصرف. ثانيًا: تسهيل الفوائد وتمهيد المقاصد. وهو مختصر كتاب له اسمه: كتاب الفوائد في النحو. ثالثًا: لامية الأفعال، أو كتاب المفتاح في أبنية الأفعال، ويقال لها لامية ابن مالك . رابعًا: الكافية الشافية، وهي أرجوزة في النحو في ألفين وسبعمائة وسبعة وخمسين بيتًا، ومنها لخص ألفيته هذه. خامسًا: عدة الحافظ وعمدة اللافظ في النحو. سادسًا: سبك المنظوم وفك المختوم في النحو. سابعًا: إيجاز التعريف في علم التصريف. ثامنًا: شواهد التوضيح وتصحيح مشكلات الجامع الصحيح. تاسعًا: كتاب العروض. عاشرًا: تحفة المودود في المقصور والممدود. وهي قصيدة همزية جمع فيها الألفاظ التي آخرها ألف تشتبه أن تكون مقصورة أو ممدوة. الحادي عشر: الألفاظ المختلفة، مجموع مترادفات. الثاني عشر: الاعتضاد في الفرق بين الصاد والضاد، قصيدة مشروحة. الثالث عشر: الإعلام بمثلث الكلام. أرجوزة في نحو ثلاثة آلاف بيت، ذكر فيها الألفاظ التي لكل منها ثلاثة معان باختلاف حركاتها، ورتب تلك الألفاظ على الأبجدية، فهي كالمعجم للمثلثات]. وهذا للشيخ ابن عُثيمين رحمه الله ونفع بعلمه ، والألفية عجيبة لمن تأملها ، وفيها فوائد وإشارات ولطائف لمن تدبرها. 


الإبتساماتإخفاء