انحراف
الشباب:
"دور الأسرة المفقود في التأطير والتوجيه"
الشباب يمثلون شريحة هامة في المجتمع، وتأثير الأسرة على
توجيههم وتأطير سلوكهم لا يمكن إغفاله. لكن في الوقت الحالي، نشهد انحرافات
متزايدة بين الشباب، ويعود ذلك جزئيًا إلى الغياب البارز لدور الأسرة في تأطيرهم
وتوجيههم. في هذا المقال، سنستكشف كيفية تأثير غياب دور الأسرة على انحراف الشباب
وضرورة تعزيز دورها.
الأسرة: ركيزة تربية الشباب
الأسرة تعتبر المكان الأول والأهم لتربية الأبناء، وهي
المسؤولة عن توجيههم وتعليمهم القيم والأخلاقيات الصحيحة. إن وجود بيئة أسرية قوية
ومتماسكة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تحصيل الشباب وتوجيههم نحو سلوكيات إيجابية.
أسباب غياب دور الأسرة
ضغوط الحياة الحديثة: يعاني
الكثير من الأسر من ضغوط الحياة اليومية مثل العمل والتزامات مادية، مما قد يؤدي
إلى الإهمال أو الانشغال بالمشاكل الشخصية على حساب الاهتمام بتوجيه الأبناء.
تغييب الاتصال العائلي: قد يكون
الانشغال بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى تقليل الاتصال العائلي
المباشر، مما يقلل من فرص توجيه الشباب وتعريفهم بالقيم والتقاليد الأسرية.
تفكك الأسرة: قد يؤدي
التفكك الأسري، سواء بسبب الانفصال أو الطلاق، إلى فقدان الدعم العاطفي والتوجيهي
للشباب، مما يجعلهم أكثر عرضة للانحراف.
ضرورة تعزيز دور الأسرة
تعزيز التواصل الأسري: يجب على
الأسر التخصيص وقت للتواصل المباشر والمفتوح مع أبنائها، وذلك لفهم احتياجاتهم
وتوجيههم بشكل فعّال.
تعزيز القيم والأخلاقيات: ينبغي على
الأسر أن تكرس جهودها لتعزيز القيم والأخلاقيات الصحيحة لدى الشباب، وتعليمهم
مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة.
تعزيز الوعي الأسري: يجب تعزيز
الوعي بأهمية دور الأسرة في توجيه الشباب وتأطيرهم، وذلك من خلال البرامج
التثقيفية وورش العمل الموجهة للآباء والأمهات.
الختام
لا شك أن دور الأسرة يلعب دورًا حاسمًا في تأطير وتوجيه
الشباب نحو السلوكيات الإيجابية، ومن الضروري تعزيز هذا الدور للحفاظ على استقرار
المجتمع وتطويره. يجب على الأسر أن تولي اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الاتصال الأسري
وتعزيز القيم والأخلاقيات الصحيحة لدى الشباب، وذلك لبناء مجتمع أكثر استقرارًا
وتوازنًا.
إرسال تعليق