ماهي الديمقراطية؟تتحدّر كلمة ديمقراطية من اللغة اليونانية وتعني على وجه التقريب "حُكم الشعب". وقد نوقشت قضايا تتعلّق بالديمقراطية خلال آلاف السنين، ولكن ليس هناك تعريف للمفهوم يمكن أن يوافق عليه جميع البشر في هذا العالم. ويعود هذا الى أمور عديدة من بينها أن الديمقراطية شيء يتطوّر ويتغير بإستمرار. إلا أن هناك أشياء يتفقّ عليها الكثيرون وترتبط بالديمقراطية، مثلاً المساواة في كرامة جميع البشر وحقوقهم، حرية تشكيل الرأي، حرية المطبوعات وحرية التعبير عن الرأي وأن الجميع متساوون أمام القانون واجراء انتخابات حرّة.
في المجتمعات الديمقراطية ذات الانتخابات العامة والحرّة يمكن للأشخاص الحائزين على حقّ التصويت أن يُصوتوا لصالح الحزب أو السياسيين الذين يرغبون بأن يمثّلونهم عند اتخاذ القرارات السياسية في المستويات الوطنية والمناطقية والمحلية. الأحزاب أو السياسيون الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات، أي على اكثرية الأصوات، سيكون بمقدورهم أن يقرروا أكثر من الآخرين.
أن السياسيين المنتخبين يمثلون الأشخاص الذين انتخبوهم ولهذا السببّ يُسمى النظام بالديمقراطية التمثيلية (النيابية). أن الديمقراطيات التمثيلية شكل شائع من أشكال القيادة في العالم، وهذا هو النظام الموجود لدينا في السويد.
على الرغم أن الاكثرية صاحبة القرار في نظام ديمقراطي فإن للأقلية حقوق لايمكن للأكثرية أن تتجاوزها بسهولة. أحد المبادئ الأساسية في مجتمع ديمقراطي هو أن يتمّ ممارسة السلطة مع احترام حقوق الانسان. وهذا يعني أن من يقررّون لايُسمح لهم باضطهاد الأشخاص أو المجموعات من ذوي الآراء المخالفة. ويحقّ لجميع أفراد المجتمع أن يقولوا ما يعتقدون.
أنّ الانتخابات العامة هي الاداة الأكثر أهمية لدى المواطنين للتأثير على كيفية قيادة البلاد. ولكي تعمل الديمقراطية في بلد ما يُشترطُ أن ينخرط سكّان البلد ويشتركوا في العملية الديمقراطية. تتعززّ الديمقراطية عندما يصوّت أكبر عدد ممكن في الانتخابات عامة، ولكن أيضاً من خلال انضمام الاشخاص الى جمعيات طوعية أو المشاركة في المناقشات السياسية مع الأصدقاء وزملاء العمل. أو أن يقوموا بطرق مختلفة بالاتصال بالسياسيين والتحدث عن آراءهم وأفكارهم. اذا قام عدد كبير من المواطنين في البلاد بالتصويت فمن السهل أن نكون متأكدين بأن السياسة التي يتمّ تنفيذها هي السياسة التي تريدها الأكثرية.
ولكن لايكفي أن يشارك المواطنون في الانتخابات العامة كي يكون المجتمع ديمقراطياً. فما يحدث في الفترات التي تفصل بين الانتخابات مهم أيضاً لكي تعمل الديمقراطية.
تتطلّب الديمقراطية محادثات تتسّم بالاحترام. ويتعلق ذلك سواء بأن تستمع الى رأي الآخرين أو حين تقوم أنت نفسك بالتعبير عن آرائك. من المهم لديمقراطية ناجحة أن يشعر الموطنون بأنهم جزء من المجتمع. وأن يكون بمقدورهم التأثير في الانتخابات العامة ولكن أيضاً أن يشعروا بأنهم مشاركون في التأثير على حياتهم اليومية – في المدرسة، وفي العمل وفي منطقة السكن وفي العائلة.
أن تناقش مع الأخرين ماهو الديمقراطي وماهو غير ذلك، هو بحدّ ذاته مهم في مجتمع ديمقراطي. اذا خفتَ هذا النقاش وتوّقف فيمكن أن يشير ذلك الى أن الكثيرين يرون أن الديمقراطية لم تعد مهمة، الأمر الذي قد يكون أشارة إلى أنّ الديمقرطية في طريقها الى الضعف والاضمحلال.
السؤال الذي يتعلق بما اذا كانت الديمقراطية جيدة أو سيئة، نوقشَ منذ بداية ظهور الفكرة. وهناك من يرى أن النظام الديمقراطي لايسير دائماً بنفس السرعة والكفاءة كما هي الدكتاتورية حيث يمكن لصاحب القرار أن يقوم بتمرير قرارات مختلفة بسرعة. في نظام ديمقراطي يجب أن يكون بمستطاع الجميع أن يوصلوا اصواتهم لتكون مسموعة، ويجب على المرء الوصول الى تسويات و التصويت للوصول الى قرار. ولهذا السبب فإن في بعض الظروف القصوى مقررٌّ، حتى في الدول الديمقراطية، أن تتراجع الديمقراطية لصالح الفعالية والسرعة. ويمكن في حالة أزمة أن يكون بكل بساطة ضرورياً لمن يقودوا أن يتخذوا قراراً سريعاً لضمان عدم تفاقم الوضع.
هناك عدد كبير من الأمثلة على أنظمة حكم لا ديمقراطية قامت باضطهاد وارهاب الناس. في الانظمة الديكتاتورية يمكن للاشخاص أن يودعوا في السجون أو معسكرات الإعتقال بسبب آراءهم أو لأنهم ينتمون الى مجموعة أو شعب معيّن. ويُظهر التاريخ أن النموذج الديمقراطي للحكم يستطيع بأفضل شكل حماية حرية الأفراد وحقوقهم الانسانية. وأن الديمقراطية والسلام يسودان حين يكون للناس في مختلف البلدان علاقات مع بعضهم وان يتاجروا مع بعضهم البعض.
المصدر :
https://www.informationsverige.se/Arabiska/Samhalle/Samhallsorientering/Pages/Demokratins-bakgrund.aspx
إرسال تعليق